فيزيولوجيا التعلم: ما الذي يحدث في دماغنا عند الدراسة والبحث عن حلول للتمارين 2021
تميزت السنوات الأخيرة بالعديد من الاكتشافات العلمية فيما يخص بآلية التعلم بالدماغ ، ويمكن لهذه النظرة الجديدة أن تساعد المعلمين على بناء بيئة أفضل للتعلم وكما أن الأمر يساعد المعلمين فهو يساعد الطلاب أيضاً وذلك بسبب تشجيعهم على إدراك قدراتهم على التعلم والدراسة والاجتهاد في إيجاد حلول للمتاعب الدراسية.
ما الذي يحدث في الدماغ عند التعلم والدراسة؟
يحتوي الدماغ على 85 مليار خلية عصبية وكل منها يعمل كمرسال يعمل على نقل المعلومات على شكل نبضات عصبية إلى خلايا أخرى ، مثلاً عند القيام بالكتابة يقوم الدماغ بإرسال معلومات تحريك العضلات إلى الأصابع وهذه النبضات الكهربائية المتناقلة بين كل خلية عصبية وأخرى هي ما تخولك القيام بكل ما تقوم به من كتابة وركض وقفز , ويمكن لكل خلية عصبية أن تتصل بعشرة آلاف خلية أخرى مما يشكل عدد ضخم من الوصلات العصبية في الدماغ ، عندما تفكر في حلول للتمارين عند الدراسة يحدث تغيرات هامة في الدماغ ومنها حدوث وصلات جديدة بين الخلايا العصبية وهذه الظاهرة تدعى مرونة الدماغ وكلما تكرر التمرين ومحاولة حفظ أو إيجاد حلول لتمرين ما في الرياضيات أو الفيزياء تزداد قوى الارتباط بين الخلايا العصبية والعكس صحيح فعندما نهمل الدراسة ولا نكرر الحل بيدنا أكثر من مرة تضعف الوصلات العصبية وننسى ما تعلمناه.
ويمكن في حال تكرار تعلم موضوع ما أن يتم تقوية الوصلات العصبية بحيث لا تضعف أبداً ، إلا أن هذا الأمر يتطلب تكرار التعلم ومجهود كبير جداً .
ما هي منهجيات التعلم التي تتوافق مع دماغنا بالشكل الأكبر:
المنهجية الأولى تنشيط الخلايا العصبية باستمرار
يجب أن يتم تنشيط الخلايا العصبية باستمرار حتى يتم تقوية الوصلات العصبية فيما بينها ، فمثلاً إذا أردنا إيجاد حلول للتمارين يجب التمرن عليها يومياً مما يكون مسلكاً عصبياً بين الخلايا وهذا ينطبق على كافة ما نتعلمه فعندما كنا أطفالاً لم نتعلم المشي والكلام في يوم بل تمرنا على هذه الأمور لأعوام كاملة ، لكن يجب أن نتذكر أن مجرد النظر أو قراءة حلول التمارين لن يؤدي إلى تقوية الوصلات ، بل وحتى ستشعر بالملل والنفور عند مجرد قراءة الحلول ، فإذا أردت إجادة حلول هذه المسائل فيجب عليك استحضارها من الذاكرة بمعنى آخر يجب تنشيط الوصلات العصبية عبر استحضار الحلول مرة بعد أخرى ، بيد أنه يجب أن ننوه أن الأمر لن يكون سهلاً حتى أن علماء الأعصاب يعتبرون أن هذه الصعوبة جزءاً من عملية التعلم.
المنهجية الثانية: تنشيط الخلايا العصبية على فترات متباعدة
أما وقد علمنا أن الخلايا العصبية يجب أن يتم تنشيطها هنا يجب أن نعرف الفترة الزمنية ما بين كل تنشيط للخلايا العصبية والآخر وقد أثبت علماء الأعصاب أن النوم وأخذ قسط من الراحة بين كل جلسة دراسة والأخرى يساعد كثيراً على تقوية الوصلات العصبية فمثلاً عند وجود فرض منزلي يحتوي على حلول مسائل صعبة وبدلاً من جلسة حلول مدتها ثلاثة ساعات متواصلة ستحس بالتعب بعدها يمكن تقسيم الجلسة إلى ثلاثة جلسات مدتها ساعة واحدة وتفصل بينها فترات من الراحة فعندما تأخذ استراحة سريعة فأنت تسمح للدماغ بتقوية الوصلات التي تم إشاؤها في وقت سابق
والسماح أيضاً للنواقل العصبية أن يتم استبدالها وهي مواد كيماوية موجودة على سطوح الخلايا العصبية وهي الممسؤولة عن نقل المعلومات بينها.
تعليقات
إرسال تعليق
ادعمنا بمشاركة المحتوي مع غيرك او بالتعليق بالاسفل..